يا من حباك الله تلك لنعمة التي اسمها العقل
أتدري أنها لك ؟
أتدري أن هذا العقل تحمله في راسك طوال عمرك الماضي ؟
أتدري أن هذا العقل بتفكيره الفريد لم ولن يتكرر ثانية فهو لك وحدك لا لغيرك
أتريد أن تدفنه وهو على قيد الحياة ؟
أعاد زمن الوأد من جديد ؟
وأد العقول وهي لا زالت في مهدها
فهذا شاب يسمع لأول مرة أن له عقل مسئول منه ومسئول عنه
وهذا آخر يحمل عقلا مريضا , عقلا يسيطر على نفسيته المختلة
وهذا طفل ضحية ما ومن حوله ولا يدري أن عقله في طريقه إلى الضمور وسط هذا الخلل الشيطاني
وهذا.......وهذا..........
وبين هذا وذاك وهذه وتلك , من العقول ما هو مقيد
مقيد بقيد ما أحلاه وما أروعه
قيد كبله حامله به حينما أدرك قيمة الحياة
قيد من الأمل
ذلك القيد القوي الذي إذا تملك واحد منا أحياه في حياة صارت بلا روح , بلا طعم , بلا رائحة
أو أن هذه الروح وهذا الطعم وهذه الرائحة مستترة وراء قيد آخر
قيد ما أسواه وما أفظعه
قيد تسلل إلى عقل طفل ليسجنه بين سلاسل أقوى منه
فأنت يامن تسمع لأول مرة أن لك عقلا
أتريد أن تعرف أين أنت من عقلك وأين عقلك منك ؟
وأنت يا من تحمل مريضا في راسك . أتتحمله ؟
أتريد أن تكون سببا في شفائه ؟
وأنت يا أب وأنت يا أم اتريدا أن تبعدا طفلكما عن هذا الداء ؟
أنــــــــــــــــــــت
أتريد أن تقتنع بان هذا القيد من السلاسل مهما كانت قوته
فله نقطة ضعف , ذكي من يعرفها
اجب على نفسك . صنف نفسك . أنت من منهم ؟ وهل أنت منهم فعلا ؟ أم أن عقلك شيء آخر ؟
وحينما تجيب على تلك الأسئلة التي سمحت لنفسك أن تطلع عليها
وحينما تصنف نفسك من بينهم
فهنيئا لك يا من تحمل قلبا قد اعمل عقلا ليحييه بين ظلمة و جهل
بين علم خارق وعبقرية نادرة
فهذا العقل الذي قرأ
وهذا العقل الذي أجاب
وهذا العقل الذي من قبل أخطأ وأساء
أساء وجرح اكبر ثروة يمكن أن يمتلكها الإنسان في حياته
نعم إنها ثروة العقل
فإحساسك بذاتك هو عقل ثروتك
بيدك أن تبنيها من حلال فتكرم
أو من حرام فتهان
أسألت نفسك من قبل..
هؤلاء الذين سجنوا وعذبوا وأهينوا وهم العظماء
لم كانوا يتحملون كل هذا ؟ لأجل من ؟ وفي سبيل ماذا ؟
هذه القوة التي امتلكوها في قلوبهم جاءت لهم من أين ؟
قوة الأمل .... قوة الحياة .... قوة الرغبة في الوصول لما نحن موجودون من اجله
ولكن..........................
لا تعتقد وأنت صاحب العقل المتفتح أو على طريق التعقل والانفتاح , أن الأمل سلسلة من الأفراح والنجاحات التي لا تنتهي إلا بالموت
لا اختلف معك أنها أفراح ونجاحات ولكنها من نوع آخر لا يعرفه الكثيرون
فمجرد محاولاتك للنجاح أو حتى فشلك في محاولاتك للنجاح , نجاح
وأحزانك التي تحياها والنوم الذي يجافيك والليل الذي يعاديك , فرح
فهذه هي متعة الحياة الفعلية , النجاح والفشل , الحزن والفرح
فمن يعتقد انه أتقن تلك اللعبة الكبيرة الصغيرة , الطويلة القصيرة التي اسمها الحياة
فعذرا انه مخطيء
ومن يعتقد انه سيحيا حياة قد وضع قواعدها بيديه أيا كانت حزينة أو سعيدة
فعذرا انه مخطيء
ويحتاج إلى أن يعيد النظر ليعلم أن الحياة على هذا وذاك
وليعلم انه ينتمي إلى حياة ليس بها ذلك الطعم المثالي للراحة
وأقصى راحة يمكن أن يشعر بها
هي تلك الراحة النابعة من حب الوصول