حان الآن موعد آذان العصر ...
دخل العم سعيد مهرولا الى المسجد ، نظر الى ساعته – لقد أذن العصر و الآذان لم ينادى بعد –فنظر حوله يمينا ويسارا ، لم يجد المؤذن ، توجه بخطوات ثابته نحو الميكرفون ...
(الله اكبر الله اكبر .. الله اكبر الله اكبر ....) واذا بالشيخ محمود –شيخ المسجد – يقاطعه ويقطع عليه الآذان قائلا : لم تؤذن ؟؟
نظر العم سعيد الى ساعته مجددا وسال نفسه: ما هذا هل الساعه تعطلت؟!! ام اني نسيت ان اضبطها واعيدها بعد التوقيت الصيفي ؟!! لكني متاكد اني ضبطها
قطع الشيخ محمود عليه التفكير مكملا كلامه : من اذن لك بالآذان ؟ من انت حتى تعطي نفسك حق الآذان وحق عدم الاستئذان؟ .
فرد عم سعيد بهدوء محاولا شرح الموقف : لم اجد المؤذن وحان وقت الآذان
رد الشيخ قائلا : انت لم تجب على سؤالي ، من اعطاك الاذن بذلك
احس عم سعيد ان افهام الشيخ تضيع للوقت وسيضيع الآذان : فلم يأبه لكلامه ومسك الميكرفون مجددا وبدأ الآذان
جن جنون الشيخ محمود وحاول مقاطعته مره اخرى لكن الحاضرين بالمسجد تداركوا الموقف ومنعوه من ذلك محاولين تهدئته .
ما ان انتهى الآذان حتى بدات المشاده بين الشيخ محمود وعم سعيد ؛ علا صوت الشيخ قائلا : انا هنا الشيخ والمسئول ، انا الآمر الناهي ولا احد يعصي اوامري ولا يتعدى حدوده ، والمسجد اختصاصي انا لا انتم .
نفذ صبر العم سعيد من هذا الشيخ ، فقال : جئتنا شيخ ولم نقل شئ ، صليت بنا ولست اهل لها فقلنا مهما كان فهو شيخنا ،جلست في الناس معلما وجمعت حولك حلقات الدرس فسمعناك جميعا وتحملنا طريقا كلامك غير الائقه ودرسك الغريب الذي لا يمت للدرس بصله وقلنا يجتهد ويخطئ لكنه مأجور ويؤدي دوره و واجبه ، ولم نعترض عليك . لكن ان تتحكم في المسجد ، فالمسجد بيت الله ونحن عباد الله وكل ما فعلته ان قمت بالآذان حتى لا يضيع غير باغ في هذا شكل او سلطان ، غير معترض عليك ولا على المؤذن .
لم يدخل كلام عم سعيد رأس الشيخ ، كلمه من الشيخ وكلمه من عم سعيد وجمل تهدئه من المصلين والحاضرين بالمسجد؛ حتى سيطر الناس على الوضع وحاول الجميع تهدئه الامور .
هدأ المسجد لدقائق بعد الصياح الرهيب الذي حدث ، واستعد الشيخ محمود (لامتاع ) الحاضرين بدرسه الذي لا مثيل له ، اي متعه تلك ؟!! لا احد يعلم !!
جلس عم سعيد بعيدا عن الحلقه حتى لا يتجدد الشجار ، لكن الشيخ محمود بدا عليه غير ذلك !!
فبدأ الشيخ في درسه وصار يحمد الله ان بدأ الدرس رغم انف الحاقدين والمحرضين المحاولين منع الخير . حاول الحضور تجاوز هذا الكلام وكانه لم ينطقه .
وفي وسط الدرس اخرج الشيخ من جيبه (تيلفونه المحمول ) ثم قال كان بامكاني مثلا ان اضغط على ازرار محمولي واكلم النجده تاتي تعرف كل واحد حدوده . لم يستطع الحاضرين تجاوزها هذه المره فالشيخ تجاوز حدووده .
رد عليه احد الحاضرين : نعم ماذا تقول نجده ؟ لم كل هذا ؟ هل اعتدنا نحن ف القريه ان نفعل هذا ؟ ثم ما الجرم الذي اقترفه ؟ ام انك تريد ان تسير الناس كما تريد وتتسلط عليهم ؟!!
كلمه من هذا وكلمه من ذاك انقلب الامر الى مشاجره حقيقيه بالمسبات واللعنات جميعها في المسجد . هاج الحضور وماج وحلف بعض منهم لو انه اتصل بالنجده ليتحمل بنفسه عواقب ذلك وستاتي العواقب بمالا يحمدها الشيخ .
فقال له احد الحاضرين : ماذا تدري نفسك فاعل ؟ من تفكر نفسك ؟ أنسيت كيف أتيت الينا شيخا ؟ أنسيت كيف طردك اهل مسجدك فجئت الينا ولم نرد ردك ؟! الا تعلم ان الكل لا يطيقك ولا يطيق درسك ؟ حتى صلاه الجمعه في مسجدنا ابعدتنا عنها !! ماذا انت فاعل بعد كل هذا ؟
أما تستحي على كونك الشيخ و المشاجر؟! اما تخجل صياحك في المسجد ؟! اما تخجل هذا وانت في رمضان ، وانت من تقل استثمروا رمضان ولا تضيعوه ؟!!
شاط الشيخ كيف يتجرء الناس على الكلام معه كذلك ، ذهب اليه احد الرجال ليهديه حتى لا تتصاعد الامور اكثر من ذلك ، دخل الشيخ غرفته لم يكمل دقيقه ثم خرج .
انا اريكم ما انا فاعله، اروني ما انتم فاعلوه ؟!! واكمل معهم الشجار و الصياح .
مر عشر دقائق و المسجد مشتعل حريق وكل من يمر بالشارع يدخل ليحاول ان يطفأه لكن الامر يزداد سوءا ، ثم سكت الشيخ تماما َ!!!
دخل العسكري المسجد !! الشيخ محمود جئتك من سياده المأمور نعم !!
قال الشيخ محمود اريد ان اشتكي سعيد ...... أذن بغير اذن ومنعنا من مزاوله عملنا وعطل علينا الدرس !!
سأله العسكري : أتريد شيئا آخر ؟؟
سكت الشيخ لبرهه ثم رد عليه وعلامات الهدوء تشع من وجهه : لا شئ ، رمضان كريم !!
اراد العسكري ان ياخذ معه عم سعيد لكن الحاضرون أبوا !!
و تصعد الامر للنجده علها تنجدنا !!
و رمضان يقربنا ( فاشد ما تكون الناس قريبه من بعضها وهي وجوهها في وجوه بعضها ويتعالى صياحها )
رمضان كريــــــــــــــــــــــــــم
موضوع: شيخنا مع رمضان 
الإثنين أغسطس 24, 2009 9:26 pm
