"واغتصبها أمامى " قصة قصيرة

كان يوما ًعصيبا ً, لم أستطع النوم بعده عدة ليالى . كنت سائرا ًفى ذلك اليوم

فى ساعة ٍمتأخرة ٍمن الليل , كنت عائدا ًمن النادى بعد أن قضيت أمسية ظريفة مع

أصدقائى , كنت سعيدا ًوأنا فى طريقى , أخذت أتذكر المواقف الكوميدية والساخرة

التى كنا نتحدث فيها مع بعضنا , لم أفق من شرودى إلا وأنا فى شارع ضيق حالك

الظلمة ,انتابنى خوف ٌشديد فالشارع خالى من كل أوجه الحياة والصمت الرهيب

يسود المكان حتى أننى كنت أسمع صوت خطواتى من شدة الهدوء , لم أكن أعلم

ساعتها أنه الهدوء الذى يسبق العاصفة . حدثت الكارثة, رأيته من بعيد , كانت

ملامحه غير واضحة اقتربت منه حتى أصبحت أراه جيدا , كنت أسير على أطراف

أصابعى حتى لايشعر بى , رأيته ممسكا ًبها , وهى تستغيث , تصرخ , تتألم ولكن

لامجيب , رأتنى فنظرت الى نظرة المستعطف كى أنقذها من براثن هذا الوحش الذى

خلا قلبه من كل معالم الرحمة ,لكننى لم أحرك ساكنا ,كنت خائفا ًعلى نفسى خوفا

شديدا ً, أخذت أراقبهما من بعيد , رأيتها من كثرة استغاثتها وصراخها استسلمت ,

سلمت له جسدها وشرفها وهى فى حسرة المغلوب على أمره . إغتصبها أمامى لكننى

لم أفعل شيئا وبعد أن انتهى من جريمته لاحظ وجودى , فنظر الى نظرة ًجعلت

الخوف يسرى فى عروقى حتى ارتعدت من هذه النظرة القاسية , طأطأت رأسى

خوفا ًمنه وخجلا ًمنها , تركها وانصرف بعيدا ًباحثا ًعن ضحية أخرى . قامت هى

ململمة ًبعضا ًمن شرفها الذى تبعثر منها نظرت إلَىَّ نظرة استحقار وأطلقت صرخة

مدوية: مياو ,مياو.

انتهت

أخوكم /عبدالرحمن خالد