أجنحة .. محمد عبد الرحيم في دائرة الإتهام .....!!!

عرف محمد عبد الرحيم .. أن الشعر أداة سهلة لتبليغ الفكرة ..

لذا كان شعر المدرسة الكلاسيكية دوما نُصب عينيه .. لا يحيد عن مبدأه .. حتى و إن خطت يمناه شعرا حرا ..

فالقارئ لأشعار محمد عبد الرحيم .. لا يجد صعوبة أبدا في فهم مقصده من كتاباته .. فأشعاره واضحة الفكرة .. سهلة العبارة و الالفاظ دون ركاكة ..

و لكن ...

هذا النمط الذي انتهجه محمد عبد الرحيم في اشعاره .. أثار حنق الكثيرين من الشعراء الشباب ..

ليس هذا فحسب .. بل اتهموا شعره بالضحالة .. كل ذلك كان مبعثه غياب الغموض في شعر محمد عبد الرحيم ..

ظل هذا الهاجس الزائف يقلق محمد عبد الرحيم .. حتى حضر أحد المنتديات الصحفية ذات مرة و ألقى إحدى قصائده بالمنتدى .. فهب أكثر الحاضرين ينتقدون غياب الغموض في شعره ..

و لكن .. من بين الجمع الحضور .. أنسل شاعر عجوز مخضرم ..

و أنتحى بمحمد عبد الرحيم ركنا من المنتدى .. وقال له " أنت شاعر كلاسيكي حداثي مشروع"

حينها .. ادرك محمد عبد الرحيم الحقيقة ..

الشعر الغامض محض أوهام زائفة .. كلمات تخدغع كاتبها قبل قارئها ..

و لكن كان لا بد من أن يثبت ذلك .. فكتب قصيدة رائعة تتألف من جزأين ..

و أعطى الجزأ الأول لاحد هؤلاء الشعراء الذي أنتقدوا فيه غياب الغموض في اشعاره .. فما أن قرأها حتى أنطلق يمدح القصيدة و يقول له : الآن انت خرجت من نطاق الوضوح الضحل إلى أعماق الغموض ..

فلم يرد عيه محمد و لكن أعطاه الجزء الثاني من القصيدة ..

لن اثير فضولك أكثر من هذا ......!!!

أقرا القصيدة لتعلم .... ماذا قصد محمد عبد الرحيم .. و كيف دفع الإتهام عن نفسه ..

أجنحة
------------------------
تتلاقى أجنحة التاريخِ
تتلاحم
تنفض أتربة الأحزان
فتغدو جنبات الصحراء الفضية
بواعث تبرٍ
تترنم شمسٌ
في جنبات الأرضِ
تستصرخ وجهاً
قمريَّ الإيحاءِ
أسديَّ الطابعِ
ينحدر فـتاتاً
في أروقة الليل الغامر كالنيرانْ
كحبة رملٍ قذفتها يد طفلٍ لاهٍ
لا يعلم أن الصبح تعاريج مساءْ
أن القمر ضبابٌ غطّى الزهرَ
غطّى البحر الثائر حيناً
حين رأى قاموس الفن المخروطيّ
كطلعة ذئبٍ يتروّى
ويهيم عواءً مفضوحاً
يدعو أيام الساميين ، الحاميينَ ،
المنبوذين ، المذبوحين
فوق ضفاف البيدِ
كريشة ذئبٍ تتغنى
فيطير ذباب الأطروحات يلاحقها
تهرب ساعة
ثم تعود لتحكي كل أساطير الأجداد
حكايا الماضي الفيروزيّ
حيث يكون الوهم سراباً
حيث يُباع الموت على الأبواب
وتُفتح كتب الساديين ، العاديين ،
المجترئين ، المهترئين
كقطعة لحمٍ بلعتها بطن النسيان
فغدت شيئاً عنقودياً
يتمرغ بين الأقدام
يتمشى عبر قوانين الإعدام
ينزف تبراً
ينزف ماءً
ينزف أملاً فضياً بين الأسوار
تتهدم ...
تتساقط خبزاً
يبذر في قلب الصحراء جبال سحابٍ
باقة وهمٍ
أنشودة وأدٍ لا تقبل
ان يُذبحَ وجهٌ
قمريُّ الإيحاءِ
أسديُّ الطابعِ
ينحدر رفاتاً
في أروقة الكهف القابع كالحيتان
تتلاقى أجنحة التاريخ
تتلاحم
ثم ......
هل تستطيع ؟

*******************
مهلاً
إن كنت فهمت السابق فاسمح لي
أن أشهد أنك لمّاح
فأنا شخصياً لا أفهم !!
أما إن كنت -كمثل الشاعر- لم تفهم
فتقبّل عذري ...
قد بات الشعر عميق الطابع ، فوقيًّا
بل إن الشاعر حتى يغدو شعرياً
ويسميه الكل ذكياً
لابد وأن يكتب شعراً
لا يفهمهُ .. هوشخصياً !!!

اقتباس :: الآن سأنقل لكم رأي محمد عبد الرحيم في قصيدته يقول :
هل غرقت في هذه الطلاسم وأنهكتك أمواجها ؟ لقد اتهمني البعض بالسطحية .. لأنني رفضت هذا الجنون ..

هل تتصور أن البعض قد فهمها _عندما عرضتها عليه_ وانطلق يمتدحني ، ويؤكد أنني أخيراً _خرجت من نطاق الوضوح الضحل .. إلى آفاق التجدد والعبقرية؟! في حين أنني أنا _شخصياً_ لا أفهم منها حرفاً!!!!!!!!!!!

الشعر أجمل وأسمى وأروع من هذا بكثير .. فيض من المشاعر النبيلة يدخل القلب والعقل معاً .. ليس بالضرورة أن تكون غير مفهوم لتصبح عميقاً .. كما أن السطحية والسذاجة ليست وضوحا .. كن متجددا .. كن عميقا .. كن خلاقا .. لكن دع كلماتك تدخل القلوب والعقول ..

أنا لست متجمداً أرفل في قيود فنية عتيقة .. ولا أنا متحرر من كل شيء ، متحذلق أستعرض الغرابة وأدعي العبقرية ..

أعشق التجديد بطبيعتي .. بل أنفر من كل أسلوب متكرر ساذج .. لكنني أرفض الغموض الغامض الذي لا يخاطب إلا نفسه ..وأؤمن أن الشعر بلا موسيقا ليس شعراً ، وأنه إذا لم أصل لقلب وعقل المتلقي ، فقد فشلت ..

أحاول أن أتسامى راقياً ناضجاً .. أحترم القارئ .. وأكتب أفكاري ومشاعري متجدداً دون غموض .. متسامياً دون تعالٍ .. يمكنك أن تعتبر أنني (كلاسيكي حداثي مشروع) ..
لا أنزلق إلى السطحية التي يأنف العقل منها ، أو أتعالى إلى الغموض الغامض .. ، أو أتحرر من كل القيود ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
،،،،،،،،،،،،،،،،

... قرأت هذا الشعر المرة تلو المرة...،، إلاأني حقا لم أفهم شيئا ؟!
ولكن أعجبتني حقا مفرداته التي صاغ بها هذا الشعر
وما أكثر التشبيهات التي استخدمها... كأنه يرمز إلى شيء ما ، عبث بها اختلاط أفكاره ...
فأضحى يتخيل، ويموج بخياله على أجنحة التاريخ ،، كأنه يلوم ويعاتب ،، بل يستنكر
وأحس إحساسا غريبا يفرحني ، بل يذهب بي إلى حيث لا أستطيع أن أتخلص من أسر هذا الشعور ،،
لا أدري حقا ..
ولكني أشعر بعمق ،، يأخذني إلى عمق العمق ،،
قرأتها مرارا وتكرارا ،، إلا أني أحسبها قصةًِ تمس طيّات نفسه ومكنونها،، ولا أخفيك سرا أخي الفاضل ،، فهناك ما أود قوله ،، ولكن الكلمات تتبعثر مني ...فإلى أن تجمع أشلاءها ،،، انتظر مني المزيد
..انتظر.... وقت أن تكشف طيات نفسي عن مكنونهااااااااااا.
ولكن ....لي سؤالين اسمح لي بهما .....ما معنى كلمة تبرا

ويهيم عواءً مفضوحًا...،،،،،، أحسبها ، عواءٍ..
لك كل الاحترام والتقدير..... وفي انتظار المزيد منكم.........وكل عام وأنتم بألف خير
.. ...
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ،،، ،،،

موضوع رااااااااااااااااااااااااااااائع
بجد طمنتني ياشيخ ان لسه فيه ناس بتفهم
انا كنت بمر بنفس مشكلة محمد عبدالرحيم لدرجة إني شكيت فنفسي وقلت انا مش بعرف أكتب شعر
بيقعدوا يعقدوا الدنيا على نفسهم لحد ما يتوهوا من نفسهم وفالاخر لا هما فاهمين ولا احنا فاهمين

بالمناسبة تبر يعني ذهب
فترابي تبر ونهري فرات وسمائي مصقولة كالفرند

» بسم الله الرحمن الرحيم
» ما الك غير الله -المنشد محمد الحداد
» د. محمد قريبة ... كل عام وأنت بألف خير
» كتاب الخالدون مائة اعظمهم محمد
» 22 مارس ... صباحية عيد الأم ... و ردٌ على د.محمد قريبة