حقا اتذكر هذا اليوم بدقة.عندما ابصرت عينيك لاول مرة مليئة بالقسوة والجمود ولم تعد الطيبة والحنية تسكنهابعد الان وانا اقف صامتة اتأملها فى ذهول غير مصدقة ان هذه عيون من كان نصفى الاخر من عاش فى وجدانى وقلبى منذ ملايين السنين من كان قطعة منى قبل ان يأتى الى هذه الدنيا!
من تحملت من اجله الكثير من الالام لكى يبقى ويعيش وترى عيونه العالم من حوله.
من اين لك بكل هذه القسوة والجبروت ؟!!! وكيف تبيع ايامنا هكذا بثمن بخس حقير؟
بل كيف ترحل فجأة بدون كلمة وداع واحدة؟!!! ولم استطع يومها ان انطق فالصدمة الجمت لسانى عن الحديث والجرح كان اكبر من ان يداوى بالكلمات!!
ربما هذا النصيب ولنتغاضى عن الوجع ونرضى بالنصيب!غريبة انتى حقا ايتها الحياة!!لا نعرف ماذا تريدين منا بالضبط!تجمعينا بأشخاص نثق فيهم ونضع عليهم امال واحلام ونعيش من اجلهم ,ثم يتنكرون منا وينسون المعروف ويرحلون هكذا ببساطة!!!
بل ويظل المطلوب منا انا ننسى ونبدأ من جديد بقلب برئ خال من الجروح ومشاعر طازجة نقية!!ولكن ........
كيف السبيل الى النسيان؟!!والبدء من جديد؟؟!
ايام وشهور وسنين مرت منذ هذا اليوم وهذه الصدمة ولم يبق منه سوى الذكريات ومنها سوى العلقم المرير!!ومازلت انتظره ها هنا جوار النافذة ارقب عودته بين الحين والاخر فانا واثقة انه سيعود لى وسأرتمى فى احضانه وسيقول لى :لقد عدت من اجلك ياست الحبايب,لكم اوحشتينى يا امى واوحشنى حضنك الدافئ الحنون!!
ولكنى وجدت ضألتى فى الصبر والصلاة والدعاء ان يعود الغائب وترتاح الجفون , ولذلك مازلت انتظرعودته واظل اردد كلام الله الذى اثلج صدرى واطمئنت به روحى(بسم الله الرحمن الرحيم):
(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين,الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وانا اليه راجعون,اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون)
صدق الله العظيم
ولاح لى شبح انسان يأتى من بعيد يركض بأقصى سرعة وعندما وصل ناحية الباب طرقه بقوة ولهفة ,انفطر قلبى داخل صدرى بقوة حتى لم اعد احنمل دقاته التى تكاد تمزق صدرى !!فتحت الباب لاجد شابا وسيما لا اعرفه ,تراجعت فى خوف شديد وخيبة الامل تملا عيونى ,فاذا به يصيح بصوت مبحوح (لقد عدت يا ست الحبايب ,لكم اوحشتنى يا امى واوحشنى حضنك الدافئ الحنون!!)